أقول: قد يقال لهذا الرجل ابن الأكفاني أيضا ولكن المعروف بابن الأكفاني أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأسدي الذي ذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وقال: قال لي التنوخي ولي ابن الأكفاني قضاء مدينة المنصور، ثم ولي قضاء باب الطاق، وضم إليه سوق الثلاثاء، ثم جمع له قضاء جميع بغداد في سنة 396، توفى في سنة 405 (ته).
(الأكمه السدوسي) أبو الخطاب قتادة بن دعامة البصري قال ابن خلكان: كان تابعيا، وكان عالما كبيرا، قال أبو عبيدة ما كنا تفقد في كل يوم راكبا من ناحية بني أمية ينيخ على باب قتادة فيسأله عن خبر أو نسب أو شعر، وكان قتادة أجمع الناس وقال معمر: سألت أبا عمرو بن العلا عن قوله تعالى: (وما كنا له مقرنين)؟
فلم يجبني فقلت: اني سمعت قتادة يقول: مطيقين فسكت فقلت: ما تقول يا أبا عمرو؟ قال: حسبك قتادة فلو لا كلامه في القدر، وقد قال صلى الله عليه وآله: إذا ذكر القدر فأمسكوا لما عدلت به أحدا من أهل دهره.
وقال أبو عمرو: وكان قتادة من انسب الناس كان قد أدرك دغفلا وكان يدور البصرة أعلاها وأسفلها بغير فائد فدخل مسجد البصرة فإذا بعمرو بن عبيد ونفر معه قد اعتزلوا من حلقة الحسن البصري وحلقوا وارتفعت أصواتهم فأمهم وهو يظن أنها حلقة الحسن فلما صار معهم عرف انها ليست هي فقال إنما هؤلاء المعتزلة، ثم قام عنهم فمذ يومئذ سموا المعتزلة، وكانت ولادته سنة ستين، وتوفى بواسط سنة 117 إنتهى.
والسدوسي بالفتح نسبة إلى سدوس بن شيبان قبيلة كبيرة ودغفل كجعفر ابن حنظلة السدوسي النسابة، أدرك النبي صلى الله عليه وآله ولم يسمع منه شيئا، وقدم على معاوية وكان انسب العرب، وقتلته الأزارقة، وقيل: انه غرق بدجيل،