وقال شيخنا في الفيض القدسي في ذكر تلاميذ العلامة المجلسي العالم المتبحر النقاد المضطلع الخبير البصير الذي لم ير مثله في الاطلاع على أحوال العلماء ومؤلفاتهم بديل ولا نظير الا ميرزا عبد الله بن العالم الجليل عيسى بن محمد صالح الجيراني التبريزي الأصل، ثم الأصفهاني الشهير بالأفندي، لأنه لما حج إلى بيت الله حصل بينه وبين الشريف منافرة فسار إلى قسطنطينية وتقرب إلى السلطان إلى أن عزل الشريف ونصب غيره ومن يومئذ اشتهر بالأفندي وهو مؤلف كتاب رياض العلماء وحياض الفضلاء من العامة والخاصة في عشر مجلدات عثرنا على خمسة منها بخطه الشريف ولم يخرج بعد من المسودة، وكان في غاية التشويش أتعبنا في نقله إلى البياض ويحتاج إلى التنقيح، ومنزلته في هذا الفن منزلة جواهر الكلام في الفقه وغيره من المؤلفات التي منها الصحيفة الثالثة من المآخذ المعتبرة وسائر أدعية الامام سيد العابدين " عليه السلام " مما سقط عن نظر المحدث الحر العاملي في الصحيفة الثانية التي جمع فيها أدعيته " عليه السلام " غير ما في الصحيفة الكاملة على نسقها، كما إنا عثرنا بعدما على جملة منها لا يوجد فيهما، وجعلنا رابعة فصارت تلك الصحف الأربعة حاوية للدرر المكنونة التي خرجت من هذا البحر الإلهي العذب الفرات السائغ شرابه إنتهى.
(الأكفاني) يطلق على جمع منهم الحارث بن النعمان بن سالم أبو النصر البزاز الذي يروي عنه أحمد بن حنبل وسعيد بن المسيب وغيرهما يقال له الأكفاني لأنه كان يبيع الأكفان بباب الشام.
ومنهم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري، ولد بسنجار وطلب العلم ففاق في عدة فنون، وأتقن الرياضة والحكمة وصنف فيها التصانيف الكثيرة، توفى سنة 749.