أسامة قال: ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس. وعن ابن مهدي قال: كان ابن المبارك اعلم من سفيان الثوري وعن ابن عيينة قال:
نظرت في أمر الصحابة وامر ابن المبارك فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي (ص) وغزوهم معه. وعن عمار بن الحسن انه مدح ابن المبارك وقال:
إذا سار عبد الله بن مرو ليلة * فقد سار منها نورها وجمالها إذا ذكر الأحبار في كل بلدة * فهم أنجم فيها وأنت هلالها يحكى انه أحسن إلى علوية ملهوفة فرأى في المنام انه يخلق الله تعالى على صورته ملكا يحج عنه كل عام. وروى أنه قال لأبي جعفر محمد بن علي الباقر " ع " قد أتيتك مسترقا مستعبدا فقال قد قبلت واعتقه وكتب له عهدا. حكى الدميري:
انه استعار قلما من الشام فعرض له سفر فسار إلى أنطاكية، وكان قد نسي القلم معه فذكره هناك فرجع من أنطاكية إلى الشام ماشيا حتى رد القلم إلى صاحبه وعاد. وروى الخطيب انه استعار قلما بأرض الشام فذهب عليه ان يرده على صاحبه فلما قدم مرو نظر فإذا هو معه فرجع إلى ارض الشام حتى رده على صاحبه انتهى.
وكان يقول أربع كلمات انتخبن من أربعة آلاف حديث: لا تثقن بامرأة ولا تغترن بمال، ولا تحمل مالا تطيق، وتعلم من العلم ما ينفعك فقط. ويروى له:
قد أرحنا واسترحنا من غدو ورواح * واتصال بأمير ووزير ذي سماح بعفاف وكفاف وقنوع وصلاح * وجعلنا اليأس مفتاحا لأبواب النجاح وله أيضا:
قد يفتح المرء حانوتا لمتجره * وقد فتحت لك الحانوت بالدين بين الأساطين حانوت بلا علق * تبتاع بالدين أموال المساكين صيرت دينك شاهينا تصيد به * وليس يفلح أصحاب الشواهين