حكايات منها: انه نظر يوما إلى رجل ساكن في ظل قصره قد اخرج من جراب خلق كان عنده رغيف كعك فأكله وشرب عليه من ماء كان معه ثم استلقى على قفاه ونام فقام إبراهيم من رقدته واخذ يتفكر في نفسه ان النفس إذا كانت تقنع بمثل هذا فما نصنع بالدنيا وزخارفها التي لا تبقي إلا حسرة في صدورنا حين وداعنا إياها؟ ثم خرج من ساعته من زي الملوك واخذ طريقة الفقراء في السير والسلوك إلى أن توفي في نيف وستين ومائة.
وحكي من زهده وطريقته حكايات لا يهمنا نقلها لأنه لم يأخذ طريقته من أئمتنا " ع ". ذكر القاضي نور الله (ره) إبراهيم بن أدهم في عداد الشيعة، ويؤيده ما عن (قب) انه قال: قال أبو جعفر الطوسي كان إبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار من غلمان الصادق " ع " أي من تلاميذه بل يظهر من بعض المواضع انه اخذ من سفيان الثوري ومقاتل ومالك بن دينار ومن طبقتهم من النساك ويشهد لذلك ما رواه الشيخ الأجل جمال الدين أحمد بن فهد الحلي في عدة الداعي عن أبي حازم عبد الغفار بن الحسن قال قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وانا معه وذلك على عهد المنصور وقدمها جعفر بن محد العلوي يعني به الصادق " ع " فخرج جعفر يريد الرجوع إلى المدينة فشيعه العلماء وأهل الفضل من الكوفة وكان فيمن شيعه الثوري وابن أدهم فتقدم المشيعون له فإذا هم بأسد على الطريق فقال لهم إبراهيم قفوا حتى يأتي جعفر فننظر ما يصنع فجاء فذكروا له الأسد فاقبل حتى دنا منه واخذ باذنه حتى نحاه عن الطريق ثم اقبل عليهم فقال: اما ان الناس لو أطاعوا الله حق طاعته لحملوا عليه أثقالهم. وحكي عنه انه مر في أسواق البصرة فاجتمع عليه الناس وسألوه عن قوله تعالى (ادعوني استجب لكم) فكنا ندعوه فلم يستجب لنا فقال لان قلوبكم ماتت في عشرة أشياء: أولها عرفتم الله فلم تؤدوا حقه، والثانية انكم قرأتم القرآن فلم تعملوا به الخ.
(أقول) هذا مأخوذ من كلام أمير المؤمنين " ع " روى العلامة المجلسي