الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٩٥
رحمه الله تعالى في البحار عن دعائم الدين قال روي في كتاب التنبيه عن أمير المؤمنين عليه السلام انه خطب في يوم جمعة خطبة بليغة قال في آخرها: أيها الناس سبع مصائب عظام نعوذ بالله منها، عالم زل، وعابد مل، ومؤمن خل، ومؤتمن غل، وغني أقل، وعزيز ذل، وفقير اعتل، فقام إليه رجل فقال صدقت يا أمير المؤمنين أنت القبلة إذا ما ضللنا والنور إذا ما أظلمنا ولكن نسألك عن قول الله سبحانه (ادعوني استجب لكم) فما بالنا ندعو فلا تجاب؟ قال إن قلوبكم خانت بثمان خصال (أولها) انكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم فما اغنت عنكم معرفتكم شيئا.
(والثانية) انكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمنتم شريعته فأين ثمرة ايمانكم؟.
(والثالثة) انكم قرأتم كتابه المنزل عليكم فلم تعملوا به وقلتم سمعنا وأطعنا ثم خالفتم (والرابعة) انكم قلتم انكم تخافون من النار وأنتم في كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم؟. (والخامسة) انكم قلتم انكم ترغبون في الجنة وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها فأين رغبتكم فيها؟. (والسادسة) انكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها. (والسابعة) ان الله امركم بعداوة الشيطان وقال إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فعاديتموه بلا تول وواليتموه بلا مخالفة.
(والثامنة) وانكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم وعيوبكم وراء ظهوركم تلومون من أنتم أحق باللوم منه، فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟
فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم وأخلصوا سرائركم وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فيستجيب الله لكم دعاءكم.
(ابن الكواء) اسمه عبد الله من أصحاب أمير المؤمنين " ع " خارجي ملعون وهو الذي قرأ خلف علي " ع " جهرا (ولقد أوحي إليك والى الذين من قبلك لان أشركت ليحبطن عملك وتكونن من الخاسرين) وكان علي يؤم الناس ويجهر بالقراءة
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»