الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٦٩
اليوم والليلة، اما النهار ففي تدريس ومطالعة وتصنيف ومراجعة، واما الليل فله فيه استعداد كامل لتحصيل ما يبتغيه من الفضائل هذا مع غاية اجتهاده في التوجه إلى مولاه وقيامه بأوراد العبادة حتى تكل قدماه وهو مع ذلك قائم بالنظر في أحوال معيشته على أحسن نظام وقضاء حوائج المحتاجين بأتم قيام يلقى الأضياف بوجه مسفر عن كرم كانسجام الأمطار وبشاشة تكشف عن شمم كالنسيم المعطار ثم سرد فضائله وعلومه إلى أن قال: ولقد كان من علو رتبته وسمو منزلته على غاية من التواضع ولين الجانب ويبذل جهده مع كل وارد في تحصيل ما يبتغيه من المطالب إذا اجتمع بالأصحاب عد نفسه كواحد منهم ولم تمل نفسه إلى التميز بشئ عنهم ولقد شاهدت منه سنة ورودي إلى خدمته انه كان ينقل الحطب على حمار في الليل لعياله ويصلي الصبح في المسجد ويشتغل بالتدريس بقية نهاره فلما أشعرت منه بذلك كنت اذهب معه بغير اختياره وكنت استفيد من فضائله وارى من حسن شمائله ما يحملني على حب ملازمته وعدم مفارقته وكان يصلي العشاء جماعة ويذهب لحفظ الكرام ويصلي الصبح في المسجد ويجلس للتدريس والبحث كالبحر الزاخر ويأتي بمباحث غفل عنها الأوائل والأواخر، إلى آخر ما قال ويأتي في الشهيد الثاني ما لخصناه من كلامه رحمه الله.
(ابن عياش) أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش الجوهري المعاصر للشيخ الصدوق، كان من أهل العلم والأدب طيب حسن الخط وصنف كتبا عديدة منها:
كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وكتاب الأغسال وكتاب اخبار أبى هاشم الجعفري وغير ذلك. قال الشيخ: انه سمع الحديث وأكثر واختل في آخر عمره وكان جده وأبوه وجيهين ببغداد.
وقال (جش): رأيت هذا الشيخ وكان صديقا لي ولوالدي وسمعت منه
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»