الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٤٠
ثم أمال سنانه وشد في الميمنة، فقال علي أفرجوا له ثم رجع فشد في الميسرة ثم رجع فشد في القلب ثم عاد إلى ابنه فقال أيفعل هذا جبان؟ ثم مضى منصرفا حتى اتى وادي السباع والأحنف ابن قيس معتزل في قومه من بني تميم فلحق الزبير نفر من بني تميم فسبقهم إليه عمرو بن جرموز، وقد نزل الزبير إلى الصلاة فقال أتؤمني أو أؤمك فأمه الزبير فقتله عمرو في الصلاة. وقتل وله خمس وسبعون سنة وقد رثته الشعراء وذكرت غدر ابن جرموز، واتى عمرو عليا " ع " بسيف الزبير وخاتمه، فقال علي: سيف طالما جلى الكرب عن وجه رسول الله، اعلم أنه قد استجيب دعاء أمير المؤمنين علي " ع " على كثير أشرنا إلى بعضهم في سفينة البحار منهم:
بسر بن أرطاة وهو الذي بعثه معاوية في ثلاثة آلاف إلى الحجاز وأمره بقتل شيعة علي ونهب أموالهم وكان بسر خذله الله قاسي القلب فظا سفاكا للدماء فسار حتى اتى المدينة وصعد المنبر وهددهم وأوعدهم وبعد الشفاعة اخذ منهم البيعة لمعاوية وجعل عليها أبا هريرة وأحرق دورا كثيرة وخرج إلى مكة فهرب قثم بن عباس عامل علي عليها ودخلها بسر فشتم أهلها وأنبهم واخذ سليمان وداود ابني عبيد الله ابن العباس فذبحهما، وقتل فيما بين مكة والمدينة رجالا واخذ أموالا ثم خرج من مكة وكان يسير ويفسد في البلاد حتى اتى صنعاء وهرب منها عبيد الله بن العباس عامل علي وسعيد بن نمران عامله على الجند فدخلها بسر وقتل فيها ناسا كثيرا إلى أن بعث أمير المؤمنين " ع " جارية بن قدامة في الفين في اثره ففر بسر إلى الشام فدعا عليه أمير المؤمنين " ع " بأن لا يموت حتى يسلب عقله فاستجاب الله دعاءه فلم يلبث بعد ذلك يسيرا حتى وسوس وذهب عقله وكان يهذي بالسيف ويقول اعطوني سيفا اقتل به، لا يزال يردد ذلك حتى اتخذ له سيف من خشب، وكانوا يدنون منه المرفقة فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه فلبث كذلك إلى أن مات.
وقال المسعودي: فجعل له سيف من خشب وجعل في يده زق منفوخ كلما تخرق أبدل، فلم يزل يضرب ذلك السيف حتى مات ذاهل العقل يلعب بخرئه وربما
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»