الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٣٩
الشيخ الكليني عطر الله مرقده ان أمير المؤمنين " ع " قال في خطبته يوم الجمل:
واعجبا لطلحة! ألب الناس على ابن عفان حتى إذا قتل أعطاني صفقته بيمينه طائعا، ثم نكث بيعتي، اللهم خذه ولا تمهله، وان الزبير نكث بيعتي وقطع رحمي وظاهر علي عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت.
(أقول) انظر كيف استجيب دعاؤه " ع " اما طلحة فقد روى أبو مخنف انه لما تضعضع أهل الجمل قال مروان: لا اطلب ثار عثمان من طلحة بعد اليوم فانتحى له بسهم فأصاب ساقه فقطع أكحله فجعل الدم ينبض فاستدعى من مولى له بغلة فركبها وأدبر وقال لمولاه: أما من مكان أقدر فيه على النزول؟ فقد قتلني الدم، فقال له مولاه انج وإلا لحقك القوم، فقال بالله ما رأيت مصرع شيخ أضيع من مصرعي هذا حتى انتهى إلى دار من دور البصرة فنزلها ومات بها. واما الزبير فقد روي: انه لما كان يوم الجمل خرج أمير المؤمنين " ع " حاسرا على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فنادى يا زبير اخرج إلي فخرج شاكا في سلاحه فقال له علي " ع " ويحك يا زبير ما الذي أخرجك؟ قال دم عثمان، قال قتل الله أولانا بدم عثمان اما تذكر يوم لقيت رسول الله في بنى بياضة وهو راكب حماره فضحك إلي رسول الله وضحكت أنت معه فقلت أنت يا رسول الله ما يدع علي زهوه فقال لك ليس به زهو، أتحبه يا زبير؟ فقلت اني والله لأحبه فقال لك انك والله ستقاتله وأنت له ظالم فقال الزبير: استغفر الله لو ذكرتها ما خرجت، فقال يا زبير ارجع، فقال وكيف ارجع الآن وقد التقت حلقتا البطان؟ هذا والله العار الذي لا يغسل فقال ارجع بالعار قبل ان تجمع العار والنار فرجع الزبير قائلا:
اخترت عارا على نار مؤججة * ما إن يقوم لها خلق من الطين فقال ابنه عبد الله أين تدعنا فقال: يا بني ذكرني أبو الحسن بأمر كنت قد أنسيته فقال لا والله ولكنك فررت من سيوف بنى عبد المطلب فإنها طوال حداد تحملها فتية أنجاد، قال لا والله ولكني ذكرت ما أنسانيه الدهر أبالجبن تعيرني لا أبا لك؟
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»