الحراني الحنبلي، صاحب البدع والفتاوى والعقائد المعروفة الذي حكم الفقهاء بضلالته وبفساد عقيدته فحبسه عامل مصر فصار عاقبة امره انه توفي في محبس مراكش سنة 728 (ذكح).
حكي ان يوم وفاته كان يوما مشهودا ضاقت لجنازته الطريق وانتهى بها الناس من كل فج عميق واشتد الزحام وألقى على نعشه مناديلهم وعمائمهم للتبرك وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم وتارة يتأخر وكسرت أعواد سريره لكثرة تعلق الناس به وشربوا ماء غسله للتيمن به لما أشرف في قلوبهم حبه واشتروا ما زاد من سدره فقسموه بينهم، ويقال ان الخيط الذي كان جعل عليه الزيبق وعلقه على جسده لدفع القمل اشتروه بمائة وخمسين درهما (وقد يطلب ابن تيمية) على جده مجد الدين عبد السلام بن عبد الله صاحب المنتقى في أحاديث الاحكام عن خير الأنام المتوفى سنة 652، وقد يطلق على أبي عبد الله محمد بن أبي القسم الخضر بن محمد فخر الدين الخطيب الواعظ الفقيه الحنبلي الحراني، له تفسير القرآن وديوان خطب، توفي بحران سنة 621.
(ابن جبير) محمد بن أحمد بن جبير الأندلسي الفاضل الأديب من ولد ضمرة بن بكر بن عبد مناة صاحب الرحلة المشهورة، قالوا ذكر في هذه الرحلة ما شاهده من الآثار ووصف حال مصر في زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي والمسجد الأقصى والجامع الأموي والساعة العجيبة التي كانت فيه توفي سنة 614 (خيد). حكي انه كان من أهل المروءة مؤنسا للغرباء عاشقا لقضاء حوائج الناس.
(أقول) كما روي عن أبي عمارة قال: كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال: كرر علي حديثك فأحدثه.
(قلت) روينا ان عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم.