الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٦٧
روى العلامة المجلسي عن بشارة الشيعة انه: قدم أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد فنزل الرميلة وهي محلة بها فاجتمع إليه أصحاب الحديث ونصبوا له كرسيا صعد عليه واخذ يعظ الناس ويذكرهم ويروي لهم الأحاديث، وكانت أياما صعبة في التقية فقام رجل من آخر المجلس وقال له يا أبا نعيم أتتشيع؟ قال فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه وتمثل بهذين البيتين:
وما زال بي حبيك حتى كأنني * برد جواب السائلي عنك أعجم لأسلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي من الناس يسلم قال فلم يفطن الرجل بمراده، وعاد إلى السؤال وقال يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال يا هذا كيف بليت بك؟ وأي ريح هبت بك إلي؟ نعم سمعت الحسن بن صالح ابن حي يقول سمعت جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة وخير العبادة ما كتمت (أقول) قد ظهر من هذا الخبر ان أبا نعيم المذكور أدرك أبا محمد الحسن بن صالح بن حي الثوري الكوفي الزيدي الذي ينسب إليه الصالحية كان متواريا من خوف المهدي العباسي حتى مات متخفيا بعد وفاة عيسى بن زيد الشهيد بشهرين.
قال ابن النديم: ولد الحسن بن صالح بن حي سنة مائة ومات متخفيا سنة 168 (قسح) وكان من كبار الشيعة الزيدية وعظمائهم وعلمائهم وكان فقيها متكلما، ثم عد له كتبا انتهى.
وللحسن أخ صالح اسمه علي بن صالح وكلاهما من اعلام الشيعة ولدا توأما وذكرهما الذهبي في المحكى عن ميزانه وقال في أحوال الحسن: كان أحد الاعلام وفيه بدعة تشيع وكان يترك الجمعة ويرى الخروج على الولاة الظلمة وذكر انه كان لا يترحم على عثمان وذكر من جماعة انهم وثقوه، وان أبا زرعة قال اجتمع فيه إتقان وفقه وعبادة وزهد وان أبا نعيم قال كتبت عن ثمانمائة محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح، وان يحيى بن أبي بكير قال للحسن بن صالح صف لنا غسل الميت فما قدر عليه من البكاء؟ وان عبيد الله بن موسى قال: كنت اقرأ
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»