الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٥٢
لقد دفن الأقوام أروع لم تكن * بمدفونة طول الزمان فضائله يمر على الوادي فتثني رماله * عليه وبالنادي فتبكي أرامله سرى نعشه فوق الرقاب وطالما * سرى جوده فوق الركاب ونائله بفيك الثرى لم تدر من حل بالثرى * جهلت وقد يستصغر المرء جاهله هو السيد المهتز للتم بدره * وللجود عطفاه وللطعن عامله فما مات حتى نال أقصى مراده * كما يستسر المرء تمت منازله فتى طالما يعتاده الجيش عاميا * فينزله أو عاديا فينازله صفوح عن الجاني وصفحة سيفه * إذا هي لم تقتله فالصفح قاتله (أبو المحاسن الروياني) فخر الاسلام عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الطبري أحد أئمة العلم والفقه والحديث من أصحابنا وكان يتقي فظن أنه من الشافعية وهو أحد مشايخ السيد ضياء الدين فضل الله الراوندي طاب ثراه.
قال السمعاني في وصفه على ما حكي عنه انه كان من رؤوس الأئمة والأفاضل لسانا وبيانا، له الجاه العريض والقبول التام في ديار طبرستان وحميد المساعي والآثار، والتصلب في المذهب، والصيت المشهور في البلاد، والافضال على المنتابين والقاصدين إليه انتهى.
وكان الوزير نظام الملك كثير التعظيم له لكمال فضله، سافر إلى بخارا وغزنه ونيسابور ولقي الفضلاء، وبنى بآمل طبرستان مدرسة ثم انتقل إلى الري ودرس بها وقدم أصفهان وأملى بجامعها وصنف الكتب المفيدة منها: كتاب حلية المؤمن يحكى عنه انه قال: لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من خاطري.
قتل بآمل 11 محرم سنة 502 (بث) قتله الملاحدة الباطنية، لأنه أفتى بالحادهم والروياني بضم الراء وسكون الواو نسبة إلى رويان مدينة بنواحي طبرستان.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»