الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٣٤
كرام إذا ما انفقوا المال انفدوا * وليس لعلم انفقوه من انفاد ينابيع علم الله أطواد دينه * فهل من نفاد إن علمت لأطواد نجوم متى نجم خبا مثله بدا * فصلى على الخابي المهيمن والبادي عباد لمولاهم موالي عبادة * شهود عليهم يوم حشر واشهاد هم حجج الله اثنتي عشرة متى * عددت فثاني عشرهم خلف الهادي بميلاده الانباء جاءت شهيرة * فأعظم بمولود وأكرم بميلاد (أبو الفتح) ابن العميد ذو الكفايتين علي بن محمد بن الحسين بن العميد القمي، كان وزير ركن الدولة الديلمي بعد أبيه أبي الفضل بن العميد الذي يضرب به المثل في البلاغة ويأتي ذكره وكان أبو الفتح يقال له ذو الكفايتين لجمعه تدبير السيف والقلم وكفى في حقه انه ثمرة تلك الشجرة وشبل ذاك القسورة (وحق على ابن الصقر أن يشبه الصقرا).
حكي ان الصاحب بن عباد مع جلالة قدره وعظم شأنه إذا مدحه يقوم بحضرته وينشد عليه وبقي في الوزارة بعد ركن الدولة في خدمة ابنه مؤيد الدولة إلى أن تغير عليه مؤيد الدولة وغضب عليه واخذه وعذبه إلى أن أهلكه في سنة 366 (شوس) فانقرضت دولتهم كالبرامكة قال الشاعر في ذلك:
آل العميد وآل برمك مالكم * قل المعين لكم وزال الناصر كان الزمان يحبكم فبدا له * إن الزمان هو الخؤون الغادر وكان أبو الفتح المذكور قبل ان يقتل بمدة قد لهج بانشاء هذين البيتين:
سكن الدنيا أناس قبلنا * رحلوا عنها وخلوها لنا ونزلناها كما قد نزلوا * ونخليها لقوم بعدنا قال ابن خلكان، في أحوال ابن العميد وابنه: ورأيت في بعض المجاميع ان
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»