الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٣٩
صحيحة الهواء زاكية الثمار لا سيما تفاحها فقد ورد ان التفاح الأصفهاني من فاكهة الجنة في الدنيا وانما قيل لها أصبهان لأنها تسمى بالعجمية سباهان، وسباه العسكر وهان الجمع، وكانت جموع عساكر الأكاسرة يجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع مثل عسكر فارس وكرمان والأهواز وغيرها فعرب فقل أصبهان، وبناها الإسكندر ذو القرنين كذا عن السمعاني وقد أطال الكلام صاحب (ضا) في أول كتابه في وصف أصبهان وسبب تسميتها بأصبهان ووصف جي وإن سلمان رضي الله تعالى عنه كان منها، وذكر خصائص أصبهان ويعض الجوامع الواقعة بها والباغات الأربع والمنارتين الواقعتين على طرفي طاق بنى، على مرقد بعض أهل العرفان سميتا بمنار جنبان وهما من العجائب الواقعة إلى هذا الزمان.
(أقول) انى قد سافرت إلى أصبهان وشاهدت كثيرا مما ذكر وكنت كثير الاشتياق إلى زيارة المقابر الواقعة (بتخته فولاد) وهي جبانة معروفة والعلماء المدفونون بها كثير بحيث قد كتب واحد منهم كتابا في أساميهم ولعلي أذكر كثيرا منهم في هذا الكتاب في محله. قال الحموي في المعجم بعد ذكر ذم كثير لأصبهان قالوا ومن كيموس هوائها وخاصيتها انها تبخل فلا ترى بها كريما.
وحكي عن الصاحب أبى القسم بن عباد انه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان قال من له حاجة فليسألنيها قبل دخولي إلى أصبهان فإنني إذا دخلتها وجدت بها في نفسي شحا لا أجده في غيرها انتهى.
(قلت) يصدق ذلك الخبر الوارد عن أمير المؤمنين " ع " إن أهل أصبهان لا يكون فيهم خمس خصال: السخاوة والشجاعة والأمانة والغيرة وحبنا أهل البيت لكن لا يخفى عليك انه كما قال العلامة المجلسي (ره) كان أهل أصبهان في ذلك الزمان إلى أول استيلاء الصفوية من أشد النواصب ثم صاروا من اشهد الناس حبا لهم وأوعاهم لعلمهم وأشدهم انتظارا لفرجهم، وببركة ذلك تبدلت الخصال الأربع أيضا فيهم انتهى. ويأتي في الطبراني ما يتعلق بذلك.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»