أهل اللغة ووجههم وأستاذ أبى العباس ثعلب قرأ عليه، إلى أن قال: وكان خصيصا بالمتوكل ونديما له، وذكره الشيخ في (ست) ووصفه بما ذكره العلوي، إلى أن قال:
وكان خصيصا بأبي محمد الحسن بن علي وأبى الحسن " ع " قبله وله معه مسائل واخبار، وله كتب منها كتاب أسماء الجبال والمياه والأودية، وذكره في (جخ) فيمن روى عنهما " ع " انتهى ملخصا.
حكي ان المتوكل نفاه إلى تكريت ثم أرسل إليه زرافة حاجبه ليلا على البريد فأمره بقطع اذنه فقطع خضروف اذنه من خارج وجعله في كافور وانصرف به، وبقي مدة منفيا ثم أعاده المتوكل إلى خدمته ووهب له جارية اسمها صاحب، فلما مات تزوجت بعض العلويين، فرآه علي بن يحيى المنجم في النوم وهو يقول:
أيا علي ما ترى العجائبا * أصبح جسمي في التراب غائبا واستبدلت صاحب بعدي صاحبا وحكي ان الواثق اقطعه اقطاعا بالأهواز وأخرجه إليها قال خرجت إليها وزاد بي الدم، فقلت التمسوا حجاما نظيفا حاذقا وتقدموا إليه بقلة الكلام فأتوني بشيخ على غاية النظافة فلما اخذ في اصلاح وجهي قلت اترك في هذا الموضع واحذف في هذا وافعل كذا وكذا وأطلت الكلام وهو ساكت فلما أراد الحجامة قلت اشرط في الجانب الأيمن اثنتي عشرة شرطة وفي الأيسر أربع عشرة مرة فان الدم في الجانب الأيمن أقل منه في الأيسر، لان الكبد في الأيمن والحرارة في الأيسر أوفر والدم أغزر فإذا زدت في شرط الأيسر اعتدل خروج الدم من الجانبين ففعل وأمرت ان يدفع له دينار فرده فقلت استقله اعطه دينارا آخر فرده أيضا فقلت قبحك الله أنت حجام سواد وأكثرهم يدفع لك نصف درهم وأنت تستقل دينارين قال وحقك ما رددتها استقلالا ونحن أهل صناعة واحدة وأنت أحذق، وما كان الله ليراني وانا آخذ من أهل صنعتي أجرة فأخجلني، ولم يأخذ شيئا، فلما كان في العام القابل احتجت إلى اخراج الدم فأتى به فأصلح وجهي الاصلاح الذي كنت