أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٥٠
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، طلبا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على الله (1).
وقال الصادق عليه السلام: من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس، وأن تسلم على من تلقى. وأن تترك المراء وإن كنت محقا، ولا تحب أن تحمد على التقوى (2).
وجدير بالذكر أن التواضع الممدوح، هو المتسم بالقصد والاعتدال الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، فالاسراف في التواضع داع إلى الخسة والمهانة، والتفريط فيه باعث على الكبر والأنانية.
وعلى العاقل أن يختار النهج الأوسط، المبرأ من الخسة والأنانية، وذلك: باعطاء كل فرد ما يستحقه من الحفاوة والتقدير، حسب منزلته ومؤهلاته.
لذلك لا يحسن التواضع للأنانيين والمتعالين على الناس بزهوهم وصلفهم. إن التواضع والحالة هذه مدعاة للذل والهوان، وتشجيع لهم على الأنانية والكبر، كما يقول المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ومما قيل في التواضع قول المعري:
يا والي المصر لا تظلمن * فكم جاء مثلك ثم انصرف تواضع إذا ما رزقت العلا * فذلك مما يزيد الشرف

(1) نهج البلاغة.
(2) الكافي.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»