أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٥
أضرار الغضب:
للغضب أضرار جسيمة، وغوائل فادحة، تضر بالانسان فردا ومجتمعا، جسميا ونفسيا، ماديا وأدبيا. فكم غضبة جرحت العواطف، وشحنت النفوس بالاضغان، وفصمت عرى التحابب والتآلف بين الناس. وكم غضبة زجت أناسا في السجون، وعرضتهم للمهالك، وكم غضبة أثارت الحروب: وسفكت الدماء، فراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.
كل ذلك سوى ما ينجم عنه من المآسي والأزمات النفسية، التي قد تؤدي إلى موت الفجأة.
والغضب بعد هذا يحيل الانسان بركانا ثائرا، يتفجر غيطا وشرا، فإذا هو إنسان في واقع وحش، ووحش في صورة إنسان.
فإذا بلسانه ينطلق بالفحش والبذاء، وهتك الأعراض، وإذا بيديه تنبعثان بالضرب والتنكيل، وربما أفضى إلى القتل، هذا مع سطوة الغاضب وسيطرته على خصمه، والا انعكست غوائل الغضب على صاحبه، فينبعث في تمزيق ثوبه، ولطم رأسه، وربما تعاطى أعمالا جنونية، كسب البهائم وضرب الجمادات.
الغضب بين المدح والذم:
الغضب غريزة هامة، تلهب في الانسان روح الحمية والاباء، وتبعثه
(٤٥)
مفاتيح البحث: الكسب (1)، القتل (1)، الغضب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»