أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٧
واستنشاق الهواء الطلق، وتعاطي الاسترخاء العضلي بالتمدد على الفراش.
كل ذلك مع الابتعاد والاجتناب عن مرهقات النفس والجسم، كالاجهاد الفكري، والسهر المضني، والاستسلام للكآبة، ونحو ذلك من دواعي التهيج.
(2) - لا يحدث الغضب عفوا، وإنما ينشأ عن أسباب تستثيره، أهمها: المغالاة في الأنانية، الجدل والمراء، الاستهزاء والتعيير، المزاح الجارح. وعلاجه في هذه الصور باجتناب أسبابه، والابتعاد عن مثيراته جهد المستطاع.
(3) - تذكر مساوئ الغضب وأخطاره وآثامه، وأنها تحيق بالغاضب، وتضر به أكثر من المغضوب عليه، فرب أمر تافه أثار غضبة عارمة، أودت بصحة الانسان وسعادته.
يقول بعض باحثي علم النفس: دع محاولة الاقتصاص من أعدائك، فإنك بمحاولتك هذه تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيهم... إننا حين نمقت أعداءنا نتيح لهم فرصة الغلبة علينا، وإن أعداءنا ليرقصون طربا لو علموا كم يسببون لنا ممن القلق وكم يقتصون منا، إن مقتنا لا يؤذيهم، وإنما يؤذينا نحن، ويحيل أيامنا وليالينا إلى جحيم (1).
وهكذا يجدر تذكر فضائل الحلم، وآثاره الجليلة، وأنه باعث على اعجاب الناس وثنائهم، وكسب عواطفهم.
وخير محفز على الحلم قول الله عز وجل: إدفع بالتي هي أحسن

(1) دع القلق وابدأ الحياة.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»