أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٥١
وفي المثل:
تواضع الرجل في مرتبته، ذب للشماتة عند سقطته.
وقال الطغرائي:
ذريني على أخلاقي الشوس إنني * عليم بإبرام العزائم والنقض أزيد إذا أيسرت فضل تواضع * ويزهى إذا أعسرت بعضي على بعضي فذلك عند اليسر أكسب للثنا * وهذاك عند العسر أصون للعرض أرى الغصن يعرى وهو يسمو بنفسه * ويوقر حملا حين يدنو من الأرض واليك طرفا من فضائل أهل البيت، وتواضعهم المثالي الفريد:
كان النبي صلى الله عليه وآله أشد الناس تواضعا، وكان إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل، وكان في بيته في مهنة أهله، يحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم نفسه، ويحمل بضاعته من السوق، ويجالس الفقراء، ويواكل المساكين.
وكان صلى الله عليه وآله إذا ساره أحد، لا ينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر، وما قعد إليه رجل قط فقام صلى الله عليه وآله حتى يقوم، وكان يبدأ من لقيه بالسلام، ويبادئ أصحابه بالمصافحة، ولم ير قط مادا رجليه بين أصحابه، يكرم من يدخل عليه، وربما بسط له ثوبه، ويؤثره بالوسادة التي تحته، ويكني أصحابه، ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم، ولا يقطع على أحد حديثه، وكان يقسم لحظاته بين أصحابه، وكان
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»