أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٥٢
أكثر الناس تبسما، وأطيبهم نفسا (1).
وعن أبي ذر الغفاري: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إليه أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين فكان يجلس عليها، ونجلس بجانبه.
وروي أنه صلى الله عليه وآله كان في سفر، فأمر بإصلاح شاة، فقال رجل: يا رسول الله علي ذبحها، وقال آخر: علي سلخها، وقال آخر: علي طبخها، فقال صلى الله عليه وآله: وعلي جمع الحطب. فقالوا: يا رسول الله نحن نكفيك. فقال: قد علمت أنكم تكفوني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه، وقام فجمع الحطب (2).
وروي أنه خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بئر يغتسل، فأمسك حذيفة بن اليمان بالثوب على رسول الله وستره به حتى اغتسل، ثم جلس حذيفة ليغتسل، فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله الثوب، وقام يستر حذيفة، فأبى حذيفة، وقال: بأبي وأمي أنت يا رسول الله لا تفعل، فأبى رسول الله إلا أن يستره بالثوب حتى اغتسل، وقال: ما اصطحب اثنان قط، إلا وكان أحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه (3).

(1) سفينة البحار المجلد الأول ص 415 بتصرف وتلخيص.
(2) سفينة البحار ج 1 ص 415.
(3) سفينة البحار ج 1 ص 416.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»