أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٠٠
صلى الله عليه وآله، توغلوا في معارج الكمال، وحلقوا في آفاق المكارم، حتى حققوا مبدأ المؤاخاة بأسلوب لم تحققه الشرائع والمبادئ، وأصبحت أواصر العقيدة أقوى من أواصر النسب، ووشائج الايمان تسمو على وشائج القومية والقبلية، وغدا المسلمون أمة واحدة، مرصوصة الصف، شامخة الصرح، خفاقة اللواء، لا تفرقهم النعرات والفوارق.
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل، لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم (1).
وطفق القرآن الكريم يغرس في نفوس المسلمين مفاهيم التآخي الروحي، مركزا على ذلك بآياته العديدة وأساليبه الحكيمة الفذة.
فمرة شرع التآخي ليكون قانونا للمسلمين إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم، واتقوا الله لعلكم ترحمون (2).
وأخرى يؤكد عليه محذرا من عوامل الفرقة، ومذكرا نعمة التآلف والتآخي الاسلامي، بعد طول التناكر والتناحر الجاهليين، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا، فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانا (3).
وهكذا جهد الاسلام في تعزيز التآخي الروحي وحماه من نوازع الفرقة والانقسام، بما شرعه من دستور الروابط الاجتماعية في نظامه الخالد.

(١٠٠)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»