أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٩٧
أعمالهم، وقوام شؤونهم، وعنوان نبلهم واستقامتهم، وسبيل رقيهم المادي والأدبي.
وبديهي أن من تحلى بالأمانة، كان مثار التقدير والاعجاب، وحاز ثقة الناس واعتزازهم وائتمانهم، وشاركهم في أموالهم ومغانمهم.
ويصدق ذلك على الأمم عامة، فان حياتها لا تسمو ولا تزدهر، الا في محيط تسوده الثقة والأمانة.
وبها ملك الغرب أزمة الاقتصاد، ومقاليد الصناعة والتجارة، وجنى الأرباح الوفيرة، ولكن المسلمين وا أسفاه! تجاهلوها، وهي عنوان مبادئهم، ورمز كرامتهم، فباؤوا بالخيبة والإخفاق.
من أجل ذلك كانت الخيانة من أهم أسباب سقوط الفرد واخفاقه في مجالات الحياة، كما هي العامل الخطير في اضعاف ثقة الناس بعضهم ببعض، وشيوع التناكر والتخاوف بينهم، مما تسبب تسيب المجتمع، وفصم روابطه، وإفساد مصالحه، وبعثرة طاقاته.
صور الخيانة:
وللخيانة صور تختلف بشاعتها وجرائمها باختلاف آثارها، فأسوأها نكرا هي الخيانة العلمية التي يقترفها الخائنون المتلاعبون بحقائق العلم المقدسة، ويشوبونها بالدس والتحريف.
ومن صورها إفشاء أسرار المسلمين، التي يحرصون على كتمانها،
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»