وقال النبي صلى الله عليه وآله: إن أحبكم إلي، وأقربكم مني يوم القيامة مجلسا، أحسنكم خلقا، وأشدكم تواضعا، وإن أبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون، وهم المستكبرون (1).
وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام: قال مر رسول الله صلى الله عليه وآله على جماعة فقال: على ما اجتمعتم؟ فقالوا: يا رسول الله هذا مجنون يصرع، فاجتمعنا عليه. فقال: ليس هذا بمجنون، ولكنه المبتلى. ثم قال: ألا أخبركم بالمجنون حق المجنون؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: المتبختر في مشيه، الناظر في عطفيه، المحرك جنبيه بمكنبيه، يتمنى على الله جنته، وهو يعصيه، الذي لا يؤمن شره، ولا يرجى خيره، فذلك المجنون وهذا المبتلى (2).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له: فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد؟ وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يدرى أمن سني الدنيا، أم من سني الآخرة، عن كبر ساعة واحدة، فمن بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته، كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا، واستعيذوا بالله من لواقح الكبر، كما تستعيذون من طوارق الدهر، فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبيائه ورسله، ولكنه سبحانه