أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٥٧
كره إليهم التكابر، ورضي لهم التواضع (1).
وعن الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: وقع بين سلمان الفارسي وبين رجل كلام وخصومة فقال له الرجل: من أنت يا سلمان؟ فقال سلمان: أما أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة، ووضعت الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، ومن خف ميزانه فهو اللئيم (2).
وعن الصادق عليه السلام قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله، فجاء رجل معسر، درن الثوب، فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا. قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا. قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للمعسر: أتقبل؟
قال: لا. فقال له الرجل: لم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك.
مساوئ التكبر:
من الواضح أن التكبر من الأمراض الأخلاقية الخطيرة، الشائعة

(1) نهج البلاغة.
(2) البحار م 15 ج 3 ص 124 عن أمالي الصدوق.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»