أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٧٧
والتمايز بينهم فيما هو مقدور لهم وداخل في امكاناتهم من أعمال الخير والصلاح دون ما كان خارجا عن طاقتهم وإرادتهم من وفرة المال أو سعة الجاه.
إن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات: 13).
فهو يشرع المساواة تحقيقا لمبادئه العادلة البناءة ويقرر التمايز كذلك نظرا لبعض القيم والكفاءات التي لا يجوز اغفالها وهدرها.
قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون (الزمر: 9).
لذلك فضل الله الأنبياء بعضهم على بعض، لاختلاف كفاءتهم وجهادهم في سبيل الله تعالى، واصلاح البشر واسعادهم.
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات (البقرة:
253).
وفضل العلماء على الجهال، والمؤمنين بعضهم على بعض، لتفاوتهم في مدارج العلم والتقى والصلاح.
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات.
(المجادلة: 11).
وهكذا فاضل بين الناس في الرزق، لاختلاف كفاءاتهم وطاقاتهم في إجادة الأعمال، ووفرة الانتاج، فليس من العدل مساواة الغبي بالذكي والكسول بالمجد والعالم المخترع بالعامل البسيط، إذ المساواة والحالة هذه مدعاة لخفق العبقريات والمواهب وهدر الطاقات والجهود.
نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»