لي لواسيت بينهم، وكيف وانما هي أموالهم (1).
وقال عمر بن الخطاب للناس يوما: ما قولكم لو أن أمير المؤمنين شاهد امرأة على معصية - يعني أتكفي شهادته في إقامة الحد عليها -؟.
فقال له علي بن أبي طالب: يأتي بأربعة شهود أو يجلد حد القذف شأنه في ذلك شأن سائر المسلمين (2).
وقد انبهر الكاتب الغربي - جب - بمبدأ المساواة في الاسلام، وراح يعرب عن اعجابه وإكباره لذلك، فقال في كتابه - مع الاسلام -:
ليس هناك أية هيئة سوى الاسلام يمكن ان تنجح مثله نجاحا باهرا في تأليف هذه الأجناس البشرية المتنافرة في جبهة واحدة أساسها المساواة.
وإذا وضعت منازعات دول الشرق والغرب العظمى موضع الدرس فلا بد من الالتجاء إلى الاسلام لحزم النزاع.
وبتقرير مبدأ المساواة استشعر المسلمون مفاهيم العزة والكرامة، ومعاني الوئام والصفاء، وغدوا قادة الأمم وروادها إلى العدل والحرية والمساواة.
وفي الوقت الذي قرر الاسلام فيه المساواة، فإنه قررها بأسلوب منطقي حكيم يلائم العقول النيرة والفطر السليمة ويساير مبادئه الخالدة في إشاعة العدل، وإتاحة فرص التكافؤ بين عامة المسلمين، وإناطة التفاضل