أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٧٥
صلى الله عليه وآله: يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتص؟ فقال: بل أعفو يا رسول الله، فقال: اللهم اعف عن سوادة بن قيس كما عفى عن نبيك محمد (1).
وهكذا كان أمير المؤمنين عليه السلام:
قال الصادق عليه السلام: لما ولي علي عليه السلام صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
اني لا أرزؤكم من فيئكم درهما ما قام لي عذق بيثرب، فلتصدقكم أنفسكم، أفتروني مانعا نفسي ومعطيكم؟.
قال: فقام إليه عقيل كرم الله وجهه فقال له: الله! لتجعلني وأسود بالمدينة سواء.
فقال عليه السلام: اجلس اما كان هنا أحد يتكلم غيرك؟ وما فضلك عليه الا بسابقة أو تقوى (2).
ومشى إليه ثلة من أصحابه عند تفرق الناس عنه، وفرار كثير منهم إلى معاوية طلبا لما بي يديه من الدنيا، فقالوا: يا أمير المؤمنين أعط هذه الأموال وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم ومن تخاف عليه من الناس فراره إلى معاوية.
فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: أتأمروني أن أطلب النصر بالجور لا والله ما أفعل، ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم، والله لو كان مالهم

(1) سفينة البحار ج 1 ص 671.
(2) البحار م 9 ص 359 عن الكافي.
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»