أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٧١
على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء (1).
4 - حق المساواة:
كانت الأمم العالمية تعيش حياة مزرية، تسودها الأثرة والأنانية، وتفرقها نوازع الامتيازات الطبقية. فكان التفاوت الطبقي من أبرز مظاهر العرب الجاهليين، إذ كانوا يضطهدون الضعفاء ويستعبدونهم كالأرقاء، ولا يؤاخذون الاشراف على جناية أو جرم تمييزا لهم عن سوقة الناس.
وحسبك ما كان عليه ملوك العرب يومذاك من الأنانية واستذلال الناس.
فكان عمر بن هند ملكا عربيا: وقد عود الناس ان يكلمهم من وراء حجاب، وقد استكثر على سادة القبائل ان تأنف أمهاتهم من خدمته في داره.
وكان النعمان بن المنذر قد بلغ به العسف ان يتخذ لنفسه يوما للرضي، يغدق فيه النعم على كل قادم إليه خبط عشواء، ويوما للغضب يقتل فيه كل طالع عليه من الصباح إلى المساء.
ومن القصص المشهورة: قصة (عمليق) ملك طسم وجديس.

(1) الوافي ج 9 ص 29 عن التهذيب.
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»