أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٥٤
الخبرة ورضيت العشرة فآخه على إقالة العثرة، والمواساة في العشرة (1).
وقال أبو فراس الحمداني:
لم أواخذك بالجفاء لأني * واثق منك بالوداد الصريح فجميل العدو غير جميل * وقبيح الصديق غير قبيح وقال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا * صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه فعش واحدا أو صل أخاك فإنه * مقارف ذنب مرة ومجانبه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه وقال أبو العلاء المعري:
من عاش غير مداج من يعاشره * أساء عشرة أصحاب وأخدان كم صاحب يتمنى لو نعيت له * وإن تشكيت راعاني وفداني ومن أروع صور مداراة الأصدقاء وأجملها وقعا في النفوس: الاغضاء عن اساءتهم والصفح عن مسيئهم.
ولذلك مظاهر وأساليب رائعة:
1 - ان يتناسى الصديق الإساءة ويتجاهلها ثقة بصديقه، وحسن ظن به، واعتزارا باخائه، وهذا ما يبعث المسئ على اكبار صديقه ووده والحرص على صداقته.
2 - ان يتقبل معذرة صديقه عند اعتذاره منه، دونما تشدد أو تعنت في قبولها. فذلك من سمات كرم الأخلاق وطهارة الضمير والوجدان.

(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»