لأنهم يرون صبيان الجيران وقد تزينوا في عيدهم، وأصلحوا ثيابهم، وهم على هذه الحال من الثياب الرثة! فلو احتلت بشئ تصرفه في كسوتهم! فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة علي، فوجه إلي كيسا مختوما، ذكر ان فيه ألف درهم، فما استقر قراري حتى كتب إلي الصديق الآخر يشكو مثل ما شكوت إلى صاحبي، فوجهت إليه الكيس بحاله، وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلي مستحيا من امرأتي.
فلما دخلت عليها استحسنت ما كان مني، ولم تعنفني عليه.
فبينما انا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته، فقال لي: اصدقني عما فعلته فيما وجهت إليك؟
فعرفته الخبر على وجهه، فقال: انك وجهت إلي وما أملك على الأرض الا ما بعثت به إليك، وكتبت إلى صديقنا أسأله المواساة فوجه إلي بكيسي! فتواسينا آلاف أثلاثا!
ثم نمي الخبر إلى المأمون فدعاني، فشرحت له الخبر، فأمر لنا بسبعة آلاف دينار، لكل واحد ألفا دينار وللمرأة ألف دينار! (1).
2 - الرعاية الأدبية:
وهكذا تنتاب الصديق ضروب الشدائد والارزاء ما تسبب إرهاقه وبلبلة حياته، ويغدو آنذاك مفتقرا إلى النجدة والمساندة لإغاثته وتفريج كربه.