عليه الانسان من سرعة التأثر والانفعال بالقرناء والأخلاء، ما يحفزه على محاكاتهم والاقتباس من طباعهم ونزعاتهم.
من اجل ذلك كان التجاوب قويا بين الأصدقاء، وكانت صفاتهم سريعة العدوى والانتقال، تنشر مفاهيم الخير والصلاح تارة، ومفاهيم الشر والفساد أخرى، تبعا لخصائصهم وطبائعهم الكريمة أو الذميمة، وان كانت عدوى الرذائل أسرع انتقالا وأكثر شيوعا من عدوى الفضائل.
فالصديق الصالح: رائد خير، وداعية هدى، يهدي إلى الرشد والصلاح.
والصديق الفاسد: رائد شر، وداعية ضلال، يقود إلى الغي والفساد. وكم انحرف أشخاص كانوا مثاليين هديا وسلوكا، وضلوا في متاهات الغواية والفساد، لتأثرهم بالقرناء والأخلاء المنحرفين.
وهذا ما يحتم على كل عاقل ان يتحفظ في اختيار الأصدقاء، ويصطفي منهم من تحلى بالخلق المرضي والسمعة الطيبة والسلوك الحميد.
خلال الصديق المثالي:
وأهم تلك الخلال وألزمها فيه هي:
1 - ان يكون عاقلا لبيبا مبرءا من الحمق. فان الأحمق ذميم العشرة مقيت الصحبة، مجحف بالصديق، وربما أراد نفعه فأضره وأساء إليه لسوء تصرفه وفرط حماقته، كما وصفه أمير المؤمنين (ع) في حديث له فقال:
وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء