فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه (1).
الصداقة بين المد والجزر:
اختلف العقلاء في أيهما أرجح وأفضل، الاكثار من الأصدقاء أو الاقلال منهم.
ففضل بعضهم الاكثار منهم والتوفر عليهم، لما يؤمل فيهم من جمال المؤانسة وحسن المؤازرة والتأييد.
ورجح آخرون الاقلال منهم، لما ينجم عن استكثارهم من ضروب المشاكل المؤدية إلى التباغض والعداء، كما قال ابن الرومي:
عدوك من صديقك مستفاد * فلا تستكثرن من الصحاب فان الداء أكثر ما تراه * يكون من الطعام أو الشراب والحق أن قيم الأصدقاء ليست منوطة بالقلة أو الكثرة، وانما هي فيما يتحلون به من صفات النبل والاخلاص والوفاء، التي لا تجتمع الا في المثاليين منهم، وهم فئة قليلة نادرة تتألق في دنيا الأصدقاء تألق اللآلي بين الحصا.