مقاييس الحب وقد تلتبس مظاهر الحب في الأخلاء خاصة والناس عامة، وتخفى سماته وعلائمه، ويغدو المرء آنذاك في شك وارتياب من ودهم أو قلاهم، وقد وضع أهل البيت عليهم السلام مقاييس نفسية تستكشف دخائل الحب والبغض في النفوس وتجلو أسرارها الخفية.
قال الراوي: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله عليه السلام فقال:
الرجل يقول أودك، فكيف اعلم أنه يودني؟
فقال عليه السلام: امتحن قلبك، فان كنت توده فإنه يودك (1).
وقال عليه السلام في موطن آخر:
انظر قلبك، فان أنكر صاحبك، فاعلم أنه أحدث (2) يعني قد أحدث ما يوجب النفرة وضعف المودة.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال:
لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلام جمع بنيه، حسنا وحسينا وابن الحنفية والأصاغر فوصاهم، وكان في آخر وصيته: - يا بني عاشروا الناس عشرة، ان غبتم حنوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم، يا بني إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة، وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض،