أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٤٤
عنك ولو اجهد نفسه، وربما أراد منفعتك فضرك، فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه (1).
2 - ان يكون الصديق متحليا بالايمان والصلاح وحسن الخلق، فإن لم يتحل بذلك كان تافها منحرفا يوشك ان يغوي اخلاءه بضلاله وانحرافه.
انظر كيف يصور القرآن ندم النادمين على مخادنة الغاوين والمضللين وأسفهم ولوعتهم على ذلك:
ويوم يعض الظالم على يديه يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا (الفرقان: 27 - 29).
وعن الصادق عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل (2).
وعن أبي جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار، ومجالسة الأبرار للفجار تلحق الأبرار بالفجار، فمن اشتبه عليكم امره، ولم تعرفوا دينه، فانظروا إلى خلطائه، فان كانوا أهل دين الله، فهو على دين الله، وان كانوا على

(1) البحار. كتاب العشرة. ص 56 عن الكافي.
(2) البحار. كتاب العشرة. ص 52 عن امالي أبي علي ابن الشيخ الطوسي.
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»