أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٣٩
حقوق الأصدقاء فضل الأصدقاء الانسان مدني بالطبع، لا يستطيع اعتزال الناس والانفراد عنهم، لأن اعتزالهم باعث على استشعار الغربة والوحشة والاحساس بالوهن والخذلان أزاء طوارئ الاحداث وملمات الزمان.
من اجل ذلك كان الانسان تواقا إلى اتخاذ الخلان والأصدقاء، ليكونوا له سندا وسلوانا، يسرون عنه الهموم ويخففون عنه المتاعب، ويشاطرونه السراء والضراء.
وقد تضافرت دلائل العقل والنقل على فضل الأصدقاء والترغيب فيهم، واليك طرفا منها:
قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له: عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء (1).
وقال الصادق عليه السلام: لقد عظمت منزلة الصديق حتى أن أهل النار يستغيثون به ويدعونه قبل القريب الحميم.
قال الله سبحانه مخبرا عنهم: فما لنا من شافعين ولا صديق

(1) البحار كتاب العشرة ص 51 عن امالي الشيخ الصدوق.
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»