أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٢
فقام الرجل فقبل رأسه، وسأله أن يصفح عن فارطه، فتبسم إليه أبو الحسن وانصرف. قال:
وراح إلى المسجد، فوجد الرجل جالسا، فلما نظر إليه، قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته. قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا: ما قضيتك؟! قد كنت تقول غير هذا. قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لأبي الحسن عليه السلام، فخاصموه وخاصمهم، فلما رجع أبو الحسن إلى داره، قال لجلسائه الذين سألوه في قتله: أيما كان خيرا، ما أردتم أم ما أردت، إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت شره (1).
وقد أحسن الفرزدق حيث يقول في مدحهم:
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

(1) البحار مجلد 11 نقلا عن إعلام الورى للطبرسي وارشاد المفيد.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»