وقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا كميل، هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة (1).
وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يجئ الرجل يوم القيامة، وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو كالجبال الراوسي، فيقول: يا رب أنى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علمته الناس، يعمل به من بعدك (2).
ولا غرابة أن يحظى العلماء بتلك الخصائص الجليلة، والمزايا الغر. فهم حماة الدين، وأعلام الاسلام، وحفظة آثاره الخالدة، وتراثه المدخور. يحملون للناس عبر القرون، مبادئ الشريعة وأحكامها وآدابها، فتستهدي الأجيال بأنوار علومهم، ويستنيرون بتوجيههم الهادف البناء.
وبديهي أن تلك المنازل الرفيعة، لا ينالها إلا العلماء المخلصون. المجاهدون في سبيل العقيدة والشريعة، والسائرون على الخط الاسلامي، والمتحلون بآداب الاسلام وأخلاقه الكريمة.
ولهؤلاء فضل كبير، وحقوق مرعية في أعناق المسلمين، جديرة بكل عناية واهتمام، وهي: