أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٦٦
أمرين هامين:
1 - أول ما يجدر محاسبة النفس عليه أداء الفرائض التي أوجبها الله تعالى على الناس، كالصلاة والصيام والحج والزكاة ونحوها من الفرائض، فإن أداها المرء على الوجه المطلوب، شكر الله تعالى على ذلك ورجى نفسه فيما أعد الله للمطيعين من كرم الثواب وجزيل الأجر.
وإن أغفلها وفرط في أدائها خوف نفسه بما توعد الله العصاة والمتمردين عن عباده بالعقاب الأليم، وجد في قضائها وتلافيها.
2 - محاسبة النفس على اقتراف الآثام واجتراح المنكرات، وذلك: بزجرها زجرا قاسيا، وتأنيبها على ما فرط من سيئاتها، ثم الاجتهاد بملافاة ذلك بالندم عليه والتوبة الصادقة منه.
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وآله أرفع مثل لمحاسبة النفس، والتحذير من صغائر الذنوب ومحقراتها:
قال الصادق عليه السلام: إن رسول الله نزل بأرض قرعاء، فقال لأصحابه: إئتونا بحطب. فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب. قال: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاءوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هكذا تجتمع الذنوب.
ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب، فإن لكل شئ طالبا، ألا وان طالبها يكتب:
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»