ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين (ياسين: 12) (1).
وكان بعض الأولياء يحاسب نفسه بأسلوب يستثير الدهشة والاكبار:
من ذلك ما نقل عن توبة بن الصمة، وكان محاسبا لنفسه في أكثر أوقات ليله ونهاره، فحسب يوما ما مضى من عمره، فإذا هو ستون سنة، فحسب أيامها فكانت إحدى وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم، فقال: يا ويلتاه!!، ألقى مالكا بإحدى وعشرين ألف ذنب، ثم صعق صعقة كانت فيها نفسه (2).
وما أحلى هذا البيت:
إذا المرء أعطى نفسه كل شهوة * ولم ينهها تاقت إلى كل باطل اغتنام فرصة العمر:
لو وازن الانسان بين جميع متع الحياة ومباهجها، وبين عمره وحياته لوجد أن العمر أغلى وأنفس منها جميعا، وأنه لا يعدله شئ من نفائس الحياة وأشواقها الكثر، إذ من الممكن اكتسابها أو استرجاع ما نفر منها.
أما العمر فإنه الوقت المحدد الذي لا يستطيع الانسان إطالة أمده، وتمديد أجله المقدر المحتوم ولكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (الأعراف: 34).