هذا إلى أن للمحاسبة، والمراقبة أهمية كبرى في تأهب المؤمن، واستعداده لمواجهة حساب الآخرة، وأهواله الرهيبة، ومن ثم اهتمامه بالتزود من أعمال البر والخير الباعثة على نجاته وسعادة مآبه.
لذلك طفقت النصوص تشوق، وتحرض على المحاسبة والمراقبة بأساليبها الحكيمة البليغة:
قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا الا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء الا من عند الله تعالى، فإذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأل شيئا إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإن للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقام ألف سنة، ثم تلا في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (المعارج: 4) (1).
وقال الإمام موسى بن جعفر عليه السلام: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنة استزاد الله تعالى، وإن عمل سيئة استغفر الله تعالى منها وتاب إليه (2).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: يا رسول الله أوصني.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: فهل أنت مستوص إن أنا أوصيتك؟ حتى قال له ذلك ثلاثا، وفي كلها يقول له الرجل: نعم