أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٤٦
غوائل الذنوب:
إن بين الأمراض الصحية التي يعانيها الانسان، وبين الذنوب التي يقترفها شبها قويا في نشأتهما، وسوء مغبتهما عليه.
فكما تنشأ أغلب الأمراض عن مخالفة الدساتير الصحية التي وضعها الأطباء، وقاية وعلاجا للأبدان، كذلك تنشأ الذنوب عن مخالفة القوانين الإلهية، والنظم السماوية، التي شرعها الله تعالى لاصلاح البشر وإسعادهم.
وكما يختص كل مرض بأضرار خاصة، وآثار سيئة، تنعكس على المريض في صور من الاختلاطات والمضاعفات المرضية، كذلك الذنوب فان لكل نوع منها مغبة سيئة، وضررا فادحا، وآثارا خطيرة، تسبب للانسان ألوان المآسي والشقاء.
ولئن اشتركت الأمراض والذنوب في الإساءة والأذى، فان الذنوب أشد نكاية، وأسوأ أثرا من الأمراض، لسهولة معالجة الأجسام، وصعوبة مباشرة النفوس.
لذلك كانت الذنوب سموما مهلكة، وجراثيم فاتكة، تعيث في الانسان فسادا، وتعرضه لصنوف الأخطار والمهالك.
أنظر كيف يعرض القرآن الكريم صورا رهيبة من غوائل الذنوب،
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»