الكلم الطيب من استقرأ أحداث المشاكل الاجتماعية، والأزمات المعكرة لصفو المجتمع، علم أن منشأها في الأغلب بوادر اللسان، وتبادل المهاترات الباعثة على توتر العلائق الاجتماعية، وإثارة الضغائن والأحقاد بين أفراد المجتمع.
من أجل ذلك كان صون اللسان عن تلك القوارص والمباذل، وتعويده على الكلم الطيب والحديث المهذب النبيل، ضرورة حازمة يفرضها أدب الكلام وتقتضيها مصلحة الفرد والمجتمع.
فطيب الحديث، وحسن المقال، من سمات النبيل والكمال، ودواعي التقدير والاعزاز، وعوامل الظفر والنجاح.
وقد دعت الشريعة الاسلامية إلى التحلي بأدب الحديث، وطيب القول، بصنوف الآيات والأخبار، وركزت على ذلك تركيزا متواصلا إشاعة للسلام الاجتماعي، وتعزيزا لأواصر المجتمع.
قال تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا (الاسراء: 53).
وقال سبحانه: وقولوا للناس حسنا (البقرة: 83).
وقال عز وجل: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي