أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٣٥
السعاية ومن متممات بحث النميمة (السعاية): وهي أقسى صور النميمة، وأنكاها جريرة وإثما، إذ تستهدف دمار المسعى به وهلاكه بالنم عليه، والسعاية فيه لدى المرهوبين، من ذوي السلطة والسطوة.
وأكثر ضحايا السعاية هم المرموقون من العظماء والأعلام، المحسودون على أمجادهم وفضائلهم، مما يحفز حاسديهم على إذلالهم، والنكاية بهم، فلا يستطيعون سبيلا إلى ذلك، فيكيدونهم بلؤم السعاية، إرضاءا لحسدهم وخبثهم، بيد أنه قد يبطل كيد السعاة، وتخفق سعايتهم، فتعود عليهم بالخزي والعقاب، وعلى المسعي به بالتبجيل والاعزاز.
لذلك كان الساعي من ألأم الناس، وأخطرهم جناية وشرا، كما جاء عن الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: شر الناس المثلث؟ قيل: يا رسول الله ومن المثلث؟ قال: الذي يسعى بأخيه إلى السلطان، فيهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك السلطان (2).

(٢) البحار م ١٥ كتاب العشرة ص ١٩١ عن كتاب الإمامة والتبصرة.
الفحش والسب والقذف الفحش هو: التعبير عما يقبح التصريح به، كألفاظ الوقاع، وآلاته مما يتلفظ به السفهاء، ويتحاشاه النبلاء، ويعبرون عنها بالكتابة والرمز كاللمس والمس، كناية عن الجماع.
وهكذا يكني الأدباء عن ألفاظ ومفاهيم يتفادون التصريح بها لياقة وأدبا، كالكناية عن الزوجة بالعائلة، وأم الأولاد، وعن التبول والتغوط، بقضاء الحاجة، والرمز إلي البرص والقرع بالعارض مثلا، إذ التصريح بتلك الألفاظ والمفاهيم مستهجن عند العقلاء والعارفين.
وأما السب فهو: الشتم، نحو يا كلب، يا خنزير، يا حمار، يا خائن وأمثاله من مصاديق الإهانة والتحقير.
وأما القذف: نحو يا منكوح، أو يا ابن الزانية، أو يا زوج الزانية، أو يا أخت الزانية.
وهذه الخصال الثلاث من أبشع مساوئ اللسان، وغوائله الخطيرة، التي استنكرها الشرع والعقل، وحذرت منها الآثار والنصوص.
أما الفحش: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في ذمه: إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذئ، قليل الحياء، لا يبالي
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»