لم ترفع لم تنفع (1).
وليس شئ أدل على غباء الانسان، وحماقته، من الثرثرة، وفضول القول، وبذاءة اللسان.
فقد مر أمير المؤمنين برجل يتكلم بفضول الكلام، فوقف عليه فقال: يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك، فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك (2).
وقال عليه السلام: من كثر كلامه كثر خطأه، ومن كثر خطأه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، من قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار (3).
وعن سليمان بن مهران قال: دخلت على الصادق عليه السلام وعنده نفر من الشيعة، فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول وقبيح القول (4).
وتوقيا من بوادر اللسان ومآسيه الخطيرة، فقد حثت النصوص على الصمت، وعفة اللسان، ليأمن المرء كبوته وعثراته المدمرة:
قال الصادق عليه السلام: الصمت كنز وافر، وزين الحليم،