حقيقة العفة:
ليس المراد بالعفة، حرمان النفس من أشواقها، ورغائبها المشروعة، في المطعم والجنس.
وإنما الغرض منها، هو القصد والاعتدال في تعاطيها وممارستها، إذ كل إفراط أو تفريط مضر بالانسان، وداع إلى شقائه وبؤسه:
فالافراط في شهوات البطن والجنس، يفضيان به إلى المخاطر الجسيمة، والأضرار الماحقة، التي سنذكرها في بحث (الشره).
والتفريط فيها كذلك، باعث على الحرمان من متع الحياة، ولذائذها المشروعة، وموجب لهزال الجسد، وضعف طاقاته ومعنوياته.
الاعتدال المطلوب:
من الصعب تحديد الاعتدال في غريزتي الطعام والجنس، لاختلاف حاجات الأفراد وطاقاتهم، فالاعتدال في شخص قد يعتبر إفراطا أو تفريطا في آخر.
والاعتدال النسبي في المأكل هو: أن ينال كل فرد ما يقيم أوده ويسد حاجته من الطعام، متوقيا الجشع المقيت، والامتلاء المرهق.
وخير مقياس لذلك هو ما حدده أمير المؤمنين، وهو يحدث ابنه