على الطعن فيمن هو صحابي على اصطلاحهم وإن كان غير مستقيم وسيأتي في بيان الشبه ما تعلم به سبب امتناعهم عن ذلك والله أعلم.
(ولما) استعمل معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة دعاه وقال له أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ولا يجزئ عنك الحليم بغير التعليم وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك ولست تاركا إيصاءك بخصلة واحدة لا تترك شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب لأصحاب علي والإقصاء لهم والإطراء لشيعة عثمان والإدناء لهم فقال له المغيرة قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك فلم يذمني وستبلو فتحمد أو تذم فقال بل نحمد إن شاء الله فأقام المغيرة عاملا على الكوفة وهو أحسن شئ سيرة غير أنه لا يدع شتم علي والوقوع فيه والدعاء لعثمان والاستغفار له فإذا سمع ذلك حجر بن عدي قال: بل إياكم ذم الله ولعن انتهى من الكامل.
(قلت) لم يزل المغيرة باقي أيامه عاملا بوصية طاغيته موصيها بها غير فقد قال: لصعصعة بن صوحان وهو من أصحاب علي عليه السلام لما بلغه أنه يذكر عليا ويفضله: إياك أن يبلغني عنك إنك تعيب عثمان وإياك أن يبلغني إنك تظهر شيئا من فضل علي فإننا أعلم بذلك منك ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخذنا بأظهار عيبه للناس فنحن ندع شيئا كثيرا مما أمرنا به ونذكر الشئ الذي لا نجد منه بدأ ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا فإن كنت ذاكرا فضله فأذكره بينك وبين أصحابك في منازلكم سرا وأما علانية في المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا (انتهى) من الكامل أيضا.
(وأمر) يوما حجر بن عدي أن يقوم في الناس فيلعن عليا فأبى ذلك فتوعده فقام فقال أيها الناس إن أميركم أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوه لعنه الله فقال أهل الكوفة لعنه الله يعنون الأمير قالوا وكان المغيرة صاحب دنيا يبيع دينه بالنزر القليل منها يرضي به معاوية حتى أنه قال يوما في مجلس