النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٥٢
نفسه بالمال والخداع فهل يعرف الكل خطأه ولا يعرفه داهية العرب وكسرها؟
بل أضله لله على علم وذهب به البغي كل مذهب وليس إلا الوزر لا الأجر ولا تغني عنه بيوت العنكبوت التي بناها له أنصاره كالشيخ ابن حجر الهيثمي من عذاب الله شيئا.
جاء الشيخ ابن حجر رحمه الله في كتابيه الصواعق المحرقة وتطهير الجنان بما يضحك الثكلى ويأسف له الحكيم من التحملات الفاسدة والتأويلات البعيدة والتعسفات المتناقضة وروائح النصب تفوح من صفحات ذينك الكتابين ولا غرو إن اغتر بشئ منهما بعض قاصري النظر فقد جمع جواد قلمه بما تقشعر منه الجلود وترجف منه القلوب فزعا وهو لعنه في ذينك الكتابين كل من سب معاوية ولعنه. كأنه لم يقف على لعن النبي عليه السلام القائد والسائق ومعاوية أحدهما وكأنه لم يبلغه ما بلغ كل الناس تواترا إن عليا عليه السلام كان يقنت ويلعن معاوية وأصحابه ويسبهم وقد فعل فعله كثير من الصحابة والتابعين وجحاجحة أهل البيت النبوي فما أدري أجهل هذا الشيخ أم تجاهل وإني والله مشفق عليه أن يعاتبه الله ورسوله على ذلك. قلت يعاتبه ولم أقل يعاقبه لأني أرجو أن يسامحه الله عن صنيعه فإن الشيخ من أهل الفقه في الدين وسلامة المقصد إلا أن تقليده وتعصبه لمن تقدمه ونظره إلى القضية من وجهة واحدة هما اللذان أقحماه هذا المجال المخيف هو يظن أنه أحسن صنعا (1).
والعجب كل العجب أن هؤلاء المتمحلين قائلون بكفر الذين حاربوا

(1) جاء في فتاويه الحديثية سئل فيمن قال صاحب العباب حاطب ليل هل يكفر إذ يفهم منه أنه مستهزء به فأجاب به فأجاب بقوله لا كفر ثم قال وإنما الذي يلحقه الذم الشديد والوصف المشعر بأنه جبار عنيد أو شيطان مريد انتهى) فليته قال في أعداء علي السابين له بأشد مما قيل في صاحب العباب في السؤال نحو قوله في الجواب.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»