النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٤٧
أحدا من أهل القبلة لبدأت بقتالك وقال فيه حكى في البحر عن العترة جميعا أن جهاد البغاة أفضل من جهاد الكفار إذ فعلهم في دار الإسلام كفعل الفاحشة في المسجد (انتهى).
قلت يستأنس لقول العترة بما أخرجه الخطيب عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما ألم يكن فيما نقرأ قاتلوا في الله في آخر مرة كما قاتلتم أول مرة قال فمتى ذلك قال إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو مخزوم الوزراء وبما أخرجه ابن جرير في تفسيره بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة فقال عمر من الذين أمرنا بجهاده قال:
قبيلتان من قريش مخزوم وعبد شمس (انتهى). وأقول أيضا يؤخذ منه أن يكون سبهم للتحذير منهم وبيان حالهم أفضل من سب الكافر لأن الضرر يخشى منهم أكثر والعامة إلى الاغترار بهم أقرب فينبغي إعلان حالهم لتحذير الأمة من الاقتداء بهم والميل إلى أكاذيبهم وتأويلاتهم.
فإن قال: قائل كل ما لزم معاوية في خروجه على الإمام علي ومحاربته يلزم طلحة والزبير وعائشة رضوان الله عليهم وكل ما تأولتموه لهم فنحن نتأوله لمعاوية وكل جواب عنهم فهو جواب عنه. قلت أما ما لزم معاوية من كونه مخطئا وإن المصيب في جميع حروبه معه ومنازعاته له هو الإمام علي المرتضى فلزومه للزبير وطلحة وعائشة رضوان الله عليهم مسلم. فقد أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي أهل الحديث والرأي ومنهم مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين من المسلمين على أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وإن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لا يكفرون بغيهم كذا ذكره الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة وزاد الغزالي ولم يقل بتخطئة الإمام علي ذو تحصيل (انتهى)
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»