النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٠
الحق ضالته وضالتي وقد استحسنت أن آتي على المسألة بحذافيرها وأبين أدلتها وما يتفرع عنها في هذه العجالة وسيأتي في مطاوي فصولها ما هو كالجواب على أدلة ذلك العالم الفاضل.
وها أنا شارع بعون الله في تحليل المسألة المسؤول عنها وتقرير حكمها تقريرا واضحا يهتدي به إن شاء الله من أطرح التعصب الذميم جانبا ويستبصر به من كان في معرفة الحق راغبا ويجد به المنصف ضالته المنشودة ويظفر منه الطالب بطلبته المفقودة فأقول اعلم وفقني الله وإياك إن الخطر هو الإشراف على الهلاك وهو هنا الإثم الموجب للعقاب واللعن هو الطرد والإبعاد ولعنه الله طرده وأبعده والدعاء به على المسلم ممنوع إلا من اتصف بصفة استحق بها ذلك وسنورد فيما بعد كثيرا منها جاء به الكتاب والسنة.
فينبغي لنا الآن أن نعرف إن لعن معاوية هل هو من الإثم الذي يحصل بارتكابه الخطر على اللاعن كما ذكر في السؤال أم لا؟ وإن الترضي عن معاوية وتسويده المستعملين شعارا للتعظيم كما يترضى عن الشيخين وغيرهما من الأكابر عند ذكره موجب للإثم المحصل للخطر أم لا وليس لنا أن نحكم في شئ منهما إلا بدليل لأن الحكم بغير دليل تحكم في دين الله والعياذ بالله تعالى قال الله تعالى ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ولا دليل إلا فيما جاء عن الله على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كتاب أو سنة أو إجماع صحيح مستند إلى الكتاب أو السنة أو قياس صحيح مستنبط من أحدهما وكل دليل لا يرجع إلى ما تقدم فمردود لا يعتد به مضروب به في وجه صاحبه كائنا من كان.
وإذا استقرينا أدلة جواز لعن معاوية الآتية من الكتاب والسنة مع ما يتعلق بها ويفسرها من فعل أكابر الصحابة وأهل البيت الطاهر وجدناها أقوى بكثير من أدلة جواز تعظيمه بالترضي عنه وتسويده كما تسود الأكابر
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 17 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»