النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢١
ويترضى عنهم بل لا أدلة على جواز تعظيمه والترضي عنه في الحقيقة وإنما هي تمحلات وتأويلات ستعرفها مما يأتي ومنها يعلم أن الإشراف على الهلاك يلعن معاوية أقل منه بالترضي عنه وتسويده بل لا خطر في لعنه أصلا وإليك التفصيل -.
المسلمون في معاوية ثلاث فرق فنقول: المسلمون في كبير الفئة الباغية ورئيس النواصب معاوية ثلاث فرق: (فرقة) حكموا بفسقه وأوجبوا بغضه في الله و أجازوا لعنه ومنعوا من تسويده والترضي عنه تعظيما له وإجلالا وهم أهل الحق والهدى ورئيسهم الأكبر يعسوب الدين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده.
(وفرقة) ثانية آنست من الحق جانبا وأدركت من شعاع الحقيقة وميضا وعرفت معاوية وفظاعة شأنه وعظيم طغيانه وفاحش عصيانه ولكن قامت لديهم شبه زخرفها متقدموهم ونمقها سابقوهم فأحجموا بسببها عن تفسيقه وإعلان بغضه ولم يجيزوا لأنفسهم ما أجازته الفرقة الأولى زاعمين أن السلامة في المسألة والنجاة في الاحتياط وجمدوا على ذلك وقعدوا عن الاجتهاد والبحث في إحقاق الحق وإبطال الباطل وهذه الفرقة المرجو لها إن شاء الله الرجوع إلى الصواب والتنكب عن مسالك الخطأ إذا انقشع بالبحث غبار الشبه التي قامت لديهم وأزيح ستار التمويه الملتبس عليهم لا سيما إذا استحضروا قول الله تبارك وتعالى " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليا ".
(وفرقة) ثالثة أطروه بما ليس فيه وألبسوه غير لباسه ووضعوا الأحاديث
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 17 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»