النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٩٢
عليه في ذلك الصلح كما ستعرفه مما يأتي كأنه لم يسمع قول الله تعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ولم يبال بقوله جل جلاله والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار.
ولنسرد ملخص قضية الصلح من فتح الباري شرح صحيح البخاري ومن تاريخ أبي جعفر الطبري ومن الكامل لابن الأثير وغيرها لتعلم ما ألجأ الإمام الحسن عليه السلام إلى ذلك الصلح وما نكث معاوية من عهوده.
قالوا كان أمير المؤمنين علي عليه السلام قد بايعه أربعون ألفا من عسكره على الموت لما ظهر ما كان يخبرهم به عن أهل الشام فبينما هو يتجهز للمسير قتل عليه السلام وإذا أراد الله أمرا فلا مرد له فلما قتل وبايع الناس الحسن ابن علي بلغه مسير معاوية في أهل الشام إليه فتجهز هو والجيش الذين كانوا بايعوا أباه وساروا من الكوفة إلى لقاء معاوية وجعل قيس بن سعد بن عبادة على مقدمته في اثني عشر ألفا فلما نزل الحسن المدائن نادى مناد في العسكر ألا إن قيس بن سعد قد قتل فانفروا فنفروا بسرادق الحسن فنهبوا متاعه حتى نازعوه بساطا كان تحته وطعن بخنجر في بطنه فازداد لهم بغضا ومنهم ذعرا ودخل المقصورة البيضاء بالمدائن وكان الأمير على المدائن سعد بن مسعود الثقفي عنم المختار بن أبي عبيد فقال له المختار وهو شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال تستوثق من الحسن وتستأمن به إلى معاوية فقال له عمه عليك لعنة الله أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأوثقه بئس الرجل أنت وعلم الحسن أنه لن تغلب إحدى الفئتين حتى يذهب أكثر الأخرى فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الأمر إليه على شروط يشترطها فرضى معاوية بعد مراجعة في بعضها ثم تصالحا على أن تسلم إلى معاوية ولاية المسلمين على أن يعمل فيها بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسيرة الخلفاء
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»